كيف تساعد لغة الإشارة طفلك على التعبير قبل أن يتكلم؟(2025)

كيف تساعد لغة الإشارة طفلك على التعبير قبل أن يتكلم؟
يبدأ الطفل في التواصل مع محيطه، غالبًا ما يعتمد على البكاء كوسيلة أساسية لإيصال رغباته. ومع أن الأم، مع الوقت، تطور حاسة لفهم هذا إلا أن الأمر يبقى مرهقًا في بعض اللحظات. ماذا يريد؟ هل يشعر بالجوع؟ هل تعب؟ أم فقط يبحث عن انتباه؟
في مثل هذه المواقف، تبدو فكرة أن الطفل يستطيع أن “يقول” ما يريد ولو بإشارة أمرًا مغيّرًا لقواعد اللعبة. وهذا تمامًا ما تُقدمه لغة الإشارة للأطفال.
ما سنرشدك إلى بعض المنتجات المميزة المتوفرة على صفحة بابلز التي يمكن أن تساعدكِ في توفير الرعاية اللازمة لطفلكِ أثناء مراحل نموة
ما المقصود بلغة الإشارة للأطفال الرضع؟
ليست لغة الإشارة هنا هي تلك المعتمدة عالميًا للصم والبكم، بل هي مجموعة من الإيماءات البسيطة التي تُستخدم إلى جانب اللغة المنطوقة، لمساعدة الطفل على التعبير عن احتياجاته قبل أن يكون قادرًا على النطق.
على سبيل المثال، إذا وضع الطفل أصابعه على فمه كلما شعر بالجوع، وتكرر هذا السلوك، يصبح ذلك نوعًا من الإشارة المتفق عليها بينه وبين والديه. هذه الوسيلة البصرية تُساعده على الشعور بأنه مفهوم، وتُخفف من حدة الإحباط اليومي لدى الطرفين.
متى يمكن البدء في تعليم لغة الإشارة؟
يبدأ معظم الأطفال في متابعة تعبيرات الوجه وحركات اليد من عمر 5 إلى 6 أشهر. في هذه المرحلة، يمكنهم فهم الإشارات حتى لو لم يتمكنوا من تنفيذها بعد. أما الاستجابة الفعلية بالإشارة، فقد تبدأ بعد الشهر السابع أو الثامن.
لا توجد “لحظة مثالية” واحدة للبدء، لأن الأطفال يتفاوتون في استعدادهم. الفكرة الأهم هي البدء عندما تشعرين بأن طفلك بدأ يلاحظ حركاتكِ ويتفاعل معها.
لماذا تعتبر لغة الإشارة مفيدة لطفلك؟
لغة الإشارة لا تُغني عن النطق، لكنها جسر مساعد للتواصل المبكر. وفيما يلي بعض الفوائد الواقعية التي لاحظها العديد من الأهالي:
- تقليل البكاء اليومي: عندما يتمكن الطفل من التعبير عن احتياجه، تقل نوبات البكاء الناتجة عن الإحباط.
- تقوية العلاقة بين الطفل ووالديه: التفاهم المبكر يعزز شعور الطفل بالأمان والثقة.
- تعزيز النمو اللغوي لاحقًا: على عكس ما يظنه البعض، فإن لغة الإشارة لا تؤخر الكلام، بل تساعد في تنمية المفردات وتعزيز الفهم.
- أداة بديلة في حال تأخر النطق: بعض الأطفال قد يتأخرون في الكلام، وهنا تكون الإشارة وسيلة فعالة للتعبير.
- تقوية المهارات الإدراكية: الربط بين الحركة والمعنى يُنشط أجزاء الدماغ المعنية بالتواصل والفهم.
كيف أبدأ بطريقة بسيطة؟
لا داعي للبدء بقائمة طويلة من الإشارات. الخطوة الأولى هي اختيار إشارتين أو ثلاث من الكلمات المتكررة في يوم طفلك، مثل:
- ماء: تحريك اليد نحو الفم كما لو كنتِ تشربين.
- نوم: وضع الرأس على اليد كما لو أنكِ نائمة.
- أكل: ضم الأصابع إلى الفم.
خطوات عملية:
- كرري الإشارة مع الكلمة دائمًا: في كل مرة تعطينه ماء، قولي “ماء” وافعلي الإشارة.
- استخدمي نبرة صوت دافئة وابتسامة: التفاعل العاطفي يُشجع الطفل على التركيز والتقليد.
- لا تتوقعي استجابة فورية: بعض الأطفال يراقبون طويلًا قبل أن يبدأوا بالتقليد.
- ادمجي الإشارة في الروتين اليومي: خلال الاستحمام، الطعام، اللعب، أو حتى عند تغيير الحفاض.
هل هناك إشارات يفضّل البدء بها؟
يفضل أن تكون الإشارات الأولى مرتبطة بالحاجات الأساسية اليومية، مثل:
- “حليب” أو “رضاعة”
- “شكرًا”
- “انتهيت”
- “بابا” / “ماما”
- “أين؟”
بعض الأهالي يبتكرون إشاراتهم الخاصة، طالما أن هناك اتفاقًا بصريًا عليها بين الطفل والمحيطين به.
وماذا لو لم يتجاوب طفلي؟
لا يُعد عدم الاستجابة فشلًا. بعض الأطفال يتأخرون في التفاعل، لكنهم يراقبون. وقد يحدث أن الطفل “يعرف” الإشارة، لكنه لا يشعر بضرورة استخدامها لأنه يحصل على ما يريد بالبكاء أو الإشارة العامة.
في هذه الحالة:
- واصلي استخدام الإشارات بشكل طبيعي.
- لا تضغطي عليه، ولا تحوّلي الأمر إلى تمرين إجباري.
- أظهري الحماس عندما يستخدم الإشارة — حتى لو بشكل غير دقيق.
من يساعدك في ترسيخ لغة الإشارة؟
من المفيد أن يتعلّم المحيطون بالطفل — مثل الأب، الإخوة، أو حتى الجدة — بعض الإشارات البسيطة ويستخدمونها باستمرار. الاتساق في التواصل يعزز تعلم الطفل.
أفكار مساندة:
- استخدمي بطاقات فيها صور توضح الإشارة والمعنى.
- شاهدي مع الطفل فيديوهات مخصصة للرضع تعتمد على الإشارة.
- قفي أمام المرآة مع الطفل وافعلا الإشارة معًا.
متى تلاحظين نتائج حقيقية؟
غالبًا، بعد أسابيع من التكرار اليومي، ستلاحظين أن طفلك بدأ يستخدم الإشارة تلقائيًا، أو يرد على إشارتك بابتسامة أو حركة مشابهة. هذه اللحظات قد تبدو صغيرة، لكنها تحمل دلالات كبيرة:
طفلك يتعلّم، يفهم، ويتفاعل معك بوعيه الخاص.
أكثر من مجرد تواصل… إنها علاقة تنمو
حين تشيرين لطفلك، ويشير إليكِ، أنتما لا تتبادلان مجرد معلومات — بل تُؤسسان لجسر تواصل مبكر فيه احترام واهتمام وحنان. هو لا يقول الكلمة، لكنه “يقول” مشاعره. وأنتِ لا تسمعينه، لكنكِ “تفهمينه”.
وهذا، في جوهره، هو الهدف من التواصل بين الأم والطفل: أن يشعر الطفل بأنه مرئي، مفهوم، وآمن.
اقتراح ختامي:
اختاري اليوم إشارة واحدة فقط، وابدئي بتكرارها مع طفلك في مواقفها الطبيعية. راقبي عينيه، ردة فعله، وانفعاله مع التكرار. كل إيماءة، كل لمحة، تقود إلى تواصل أعمق.
ولا تنسي… أحيانًا، اليد الصغيرة التي ترتفع بصمت لتلمس وجهك أبلغ من ألف كلمة.
الصور والشرح البديل:
- صورة لطفل يستخدم إشارة “أريد”: “طفل يستخدم إشارة “أريد” للتعبير عن حاجته.”
- صورة لبطاقات صور مع إشارات للأطفال: “بطاقات صور تحتوي على إشارات تساعد الأطفال في تعلم لغة الإشارة.”