هل المشايات تساعد الطفل حقًا على المشي؟(2025)

هل المشايات تساعد الطفل حقًا على المشي؟نظرة واقعية على أثرها على العظام والنمو
في كثير من البيوت، تظهر المشاية كجزء من طقوس الطفولة، وتُشترى في الغالب بحماسة من الأهل أو الأجداد. فهي تبدو للوهلة الأولى أداة ممتعة وآمنة، تُساعد الطفل على اكتساب مهارات المشي وتحفّزه على الحركة. لكن، في السنوات الأخيرة، بدأت التحذيرات تتصاعد من قبل أطباء الأطفال وخبراء النمو، تُنبّه إلى آثار محتملة لهذه الأداة على صحة الطفل الجسدية والنفسية.
فما هي حقيقة المشايات؟ وهل تساعد فعلًا في تعلم المشي، أم أنها تؤخره؟ وهل هناك بدائل أفضل وآمنة؟
كما سنرشدك إلى بعض المنتجات المميزة المتوفرة على صفحة بابلز التي يمكن أن تساعدكِ في توفير الرعاية اللازمة لطفلكِ أثناء مراحل نموة.
ما هي المشاية؟ ولماذا تُستخدم على نطاق واسع؟
المشاية (أو المشّاية كما تُعرف شعبيًا) هي جهاز يتكوّن من مقعد معلّق في هيكل بعجلات، يُتيح للطفل التحرك داخل المنزل دون الحاجة إلى المساعدة المباشرة من الكبار. تبدو فكرة مثالية: الطفل يلعب ويتحرك، والأهل يطمئنون أنه “يتعلم” المشي.
تُستخدم المشاية لعدة أسباب:
- اعتقاد الأهل أنها تُسرّع من اكتساب مهارة المشي.
- وسيلة لإبقاء الطفل مشغولًا لبعض الوقت.
- تمنح الطفل فرصة للحركة دون الحاجة لحمله باستمرار.
لكن ما لا يراه الأهل، هو أن الحركة في المشاية ليست “مشيًا حقيقيًا”، بل نمط مختلف تمامًا من التنقل.
هل المشاية تُسرّع من تعلم الطفل المشي؟
من الناحية الظاهرة، نعم. الطفل يُحرّك قدميه ويتنقل من مكان إلى آخر. لكن من الناحية التنموية، فإن المشاية قد تؤخر المشي الطبيعي.
لماذا؟
- الطفل لا يستخدم عضلات الحوض والساقين بنفس الطريقة التي يحتاجها للمشي الحقيقي.
- الاعتماد على عجلات المشاية يُقلل من التوازن الذاتي، ويمنع الطفل من تطوير قدرته على الوقوف بمفرده.
- بعض الأطفال يصبحون أقل رغبة في المحاولة بدون المشاية، لأنها أسهل وأسرع.
وقد أظهرت دراسات أن الأطفال الذين يعتمدون على المشاية لفترات طويلة قد يتأخرون في المشي مقارنة بأقرانهم الذين لم يستخدموها.
تأثير المشاية على العظام والمفاصل
الطفل حين يوضع في المشاية، يضع وزنه على أصابع قدميه بشكل مستمر. هذا الوضع غير الطبيعي يسبب:
- ضغطًا غير متوازن على مفاصل الساقين والوركين.
- إرهاقًا مبكرًا للعضلات غير الجاهزة للحمل.
- احتمالية ظهور اعوجاج بسيط في القدمين عند بعض الأطفال، خاصة إذا استخدمت المشاية في سن مبكر أو لفترات طويلة.
ولا يعني ذلك بالضرورة أن كل طفل سيعاني من هذه المشكلات، لكن الاحتمال يزداد بزيادة الاعتماد على المشاية، وبغياب الأنشطة الحركية الطبيعية.
خطر الحوادث المنزلية
المشاية تمنح الطفل قدرة كبيرة على التنقل، لكن دون نضج معرفي أو إدراك للمخاطر. وهذا مزيج خطير.
أبرز الحوادث المرتبطة بالمشاية:
- الاصطدام بالأثاث والزوايا الحادة.
- السقوط من الأدراج أو السلالم.
- الوصول إلى أدوات أو أماكن غير آمنة (مطبخ، أسلاك، مشروبات ساخنة).
- انقلاب المشاية عند محاولة الطفل الانحناء أو الوقوف خارج توازنها.
وبحسب تقارير من منظمات صحية، فقد تم تسجيل آلاف الإصابات سنويًا حول العالم بسبب المشايات، مما دفع بعض الدول إلى تقييد بيعها أو فرض شروط معينة لاستخدامها.
هل هناك بدائل آمنة لتشجيع الطفل على المشي؟
نعم، بل هناك بدائل أكثر فعالية في تعزيز التطور الحركي الطبيعي. أهمها:
1. الزحف
- يُقوي عضلات الذراعين والساقين والظهر.
- يُحفز التنسيق بين اليد والعين.
- يُعد خطوة تمهيدية أساسية قبل الوقوف والمشي.
2. اللعب على الأرض
- مساحة مفتوحة، بسجادة ناعمة، وألعاب موزعة.
- يمنح الطفل حرية الحركة والتجربة.
- يعلّمه كيفية السقوط والقيام بشكل طبيعي.
3. عربات الدفع (Push Walkers)
- يمسك بها الطفل ويدفعها للأمام، وهي ثابتة ومقاومة للحركة الزائدة.
- تساعد على بناء التوازن دون تعريض الطفل لحركة خاطفة أو غير متحكم فيها.
4. تشجيع الوقوف القصير
- يمكنك مساعدة الطفل على الوقوف مستندًا إلى الأريكة أو يديك.
- تدريجيًا، يكتسب الثقة في قدميه دون دعم خارجي كامل.
أقرا أيضا عن:
يمكنكِ ايضاً العثور على كل مستلزمات الرضاعة الطبيعية من عمر يوم لعمر 8 سنوات وكل ادوات العناية بالأطفال علي صفحتنا.صفحة بابلز
تجارب حقيقية من الواقع
منى، أم لطفل يبلغ من العمر سنة ونصف، تقول:
“اشتريت المشاية لأنني ظننت أنها ستساعده. لكنه رفض الوقوف بعدها إلا بداخلها. استغرق وقتًا طويلًا ليمشي وحده.”
بينما تقول أمل، أم لطفلين:
“ابني الثاني لم يستخدم مشاية، لكنني كنت أتركه يزحف ويلعب على الأرض كثيرًا. مشى في عمر أقل من أخيه بكثير، وكان توازنه أفضل بكثير.”
هل المشاية ضارة دائمًا؟
ليست المسألة في وجود المشاية، بل في طريقة استخدامها:
- إن كانت تُستخدم لبضع دقائق في اليوم، وتحت إشراف مباشر، قد لا تكون خطرة.
- لكن إن أصبحت الوسيلة الأساسية لحركة الطفل، هنا تبدأ المشكلات.
المشاية لا تُعلم الطفل كيف يمشي، بل تُقدّم تجربة حركية غير واقعية، قد تُربك نموه الطبيعي.
توصيات أخيرة: كيف تختار الطريق الأفضل لطفلك؟
- لا تستعجل المشي. الأطفال يملكون توقيتهم الخاص.
- راقب تطور طفلك الحركي، واستشر طبيبه عند أي قلق.
- خصص وقتًا يوميًا لحركة حرة على الأرض.
- لا تجعل “الراحة” سببًا لاستخدام أدوات قد تُعيق النمو الطبيعي.
- قدّم التشجيع بصبر، ولا تُقارن طفلك بغيره.
كل خطوة يخطوها الطفل لا تبدأ من قدميه، بل من ثقته بنفسه. وهذه الثقة تُبنى حين تُعطى له فرصة ليجرّب، ويسقط، ويقوم.
قد تبدو المشاية حلاً سريعًا، لكنها غالبًا ما تُقصّر الطريق بطريقة تُربك الرحلة. دع طفلك يأخذ وقته. امنحه الأرض، والمساحة، والحب… ودعه يمشي عندما يكون جاهزًا، لا عندما تعتقد أنت أنه جاهز.
فالحركة ليست سباقًا، بل تجربة تنمو ببطء… لكنها تصنع فرقًا كبيرًا.
الصور والشرح البديل: