أن تكون أبًا للمرة الأولى: دليل شامل (2025)

أن تكون أبًا للمرة الأولى: ما تحتاج أن تعرفه دون أن تكون خبيرًا
في الأيام الأولى بعد الولادة، يدخل الأب إلى عالم مختلف تمامًا. ليس فقط بسبب الطفل الجديد الذي أصبح جزءًا من حياته، بل لأن كل شيء من حوله يتغيّر: الإيقاع اليومي، طقوس النوم، وحتى طريقة التفكير.
ورغم أن الكثير من النصائح تتركز عادة على الأم، إلا أن دور الأب لا يقل أهمية — بل في أحيان كثيرة، يكون وجوده هو ما يوازن المعادلة.
لكن لا تقلق… لا أحد يتوقع منك أن تكون مثاليًا. ولا أحد وُلد وهو يعرف كيف يكون أبًا. كل ما تحتاجه هو أن تكون موجودًا، متاحًا، ومستعدًا لتتعلّم.
كما سنرشدك إلى بعض المنتجات المميزة المتوفرة على صفحة بابلز لتي يمكن أن تساعدكِ في توفير الرعاية اللازمة لطفلك أثناء مراحل نموة.
ما الذي يمكنك فعله في الأيام الأولى؟
قد تشعر بالحيرة في البداية. وربما تتساءل بصوت منخفض: “ماذا أفعل؟ كيف أساعد؟”
اطمئن، هذا الشعور طبيعي تمامًا. كل أب جديد مرّ به. الأهم ألا تدع هذا التردد يمنعك من المحاولة.
خطوات بسيطة لكنها تصنع فرقًا:
- كن حاضرًا: مجرد وجودك بجوار الطفل والأم له تأثير عميق. قد لا تعرف كيف تهدّئ بكاءه في البداية، لكنك تتعلّم مع الوقت.
- شارك في الرضاعة: إذا كانت الأم تُرضع طبيعيًا، ساعد في حمل الطفل بعدها، أو احضر لها شيئًا دافئًا تشربه. وإن كانت ترضع صناعيًا، شارك في التحضير.
- تعلّم تغيير الحفاض: قد يبدو أمرًا صعبًا في البداية، لكنه يصبح عادة سريعة مع التكرار. والأهم أن تكون شريكًا فعليًا في التفاصيل.
- تحدث إليه: صوتك ليس غريبًا عليه. حتى وهو لا يفهم الكلمات، فإن نبرتك ولمستك تمنحه شعورًا بالأمان.
- راقب التفاصيل: مثل حرارة الغرفة، ملاءمة الملابس، استجابته للبكاء، وتغير نبرة صوته. القرب يعلّمك الكثير.
ماذا عن دعم الأم؟ أنت جزء أساسي من تعافيها
غالبًا ما يُنسى أن الأم، بعد الولادة، تمر بتحولات جسدية ونفسية هائلة. وبينما ينشغل الجميع بالطفل، قد لا يسأل أحدها: “هل أنتِ بخير؟”
كيف تدعمها بصدق؟
- اسألها كيف تشعر دون أن تقدّم حلولًا. الاستماع وحده كافٍ أحيانًا.
- اعرض المساعدة دون انتظار الطلب. حضّر وجبة بسيطة، نظّف شيئًا في المطبخ، أو احمل الطفل قليلًا لتأخذ حمّامًا.
- تفهّم تغير مزاجها. الهرمونات، التعب، ونقص النوم يُصعبون الأمور. لا تأخذ الأمور على محمل شخصي.
- ذكّرها أنها ليست وحدها. عبارة مثل: “أنا هنا معك” تحمل وزنًا عاطفيًا هائلًا.
- كيف تبني علاقتك مع طفلك في الشهور الأولى؟لا تقلل من أهمية الشهور الأولى، حتى وإن بدا الطفل لا يتفاعل كثيرًا. هذه المرحلة تؤسس لروابط لا تُرى، لكنها تُشعر.
نقاط تُقرّبك من طفلك:
- احمله كثيرًا: القرب الجسدي يُعزز الأمان لديه. لا تخف من أن “يتعود” على الحمل — الأطفال يحتاجون للشعور بالدفء.
- كن حاضرًا عند البكاء: حتى لو لم تستطع تهدئته فورًا، مجرد وجودك يعني له الكثير.
- راقب ملامحه وتعبيراته: ستتعلم، بمرور الوقت، أن تميّز متى يكون جائعًا، ومتى يشعر بعدم الراحة.
- تحدث معه بصوتك الطبيعي: الكلمات لا تهم بقدر ما تهم النبرة، النظرة، والإيقاع.
أقرا ايضاً عن :
يمكنكِ ايضاً العثور على كل مستلزمات الرضاعة الطبيعية من عمر يوم لعمر 8 سنوات وكل ادوات العناية بالأطفال علي صفحتنا.صفحة بابلز
لا تنسَ نفسك وسط كل هذا
من السهل أن تُنكر حاجتك للراحة في هذه المرحلة. لكن الحقيقة أن الأب المرهق لا يمكنه أن يدعم أحدًا.
- خذ لحظة لنفسك. حتى 15 دقيقة من المشي أو الجلوس بصمت قد تصنع فرقًا.
- لا تضغط على نفسك لتكون “الرجل الكامل”. لا أحد يعرف كل شيء من اليوم الأول.
- شارك مشاعرك مع صديق أو أخ أو أب آخر. لا تقلل من شأن التحدث عمّا تمر به.
- تذكّر أن التعلّم يحدث بالتجربة، والخطأ أحيانًا جزء من الرحلة.
لا تحتاج أن تكون خبيرًا… فقط حاضرًا
بعض الآباء يقعون في فخ السعي للكمال. يريدون أن يكونوا دائمًا على دراية، دائمًا في أفضل حالاتهم. لكن الأبوة ليست امتحانًا، ولا مجالًا للمنافسة.
طفلك لا يحتاج إلى أب يعرف كل شيء. هو يحتاج إلى أب:
- يسمعه إذا بكى.
- يحمله إذا تعب.
- يقف بجانبه إذا مرض.
- يضحك معه إن ابتسم.
كل لحظة تشاركها معه، تُسجّل في ذاكرة جسده. ربما لا يتذكرها بكلماته لاحقًا، لكن أثرها يظل فيه: في إحساسه بالأمان، في ثقته بالعالم، وفي صورته عن الحب.
لحظات كثيرة ستشك في نفسك
وهذا طبيعي. في يوم ما، ستفقد أعصابك. في آخر، ستبكي دون سبب. ثم في لحظة ما، ستنظر إلى وجه طفلك النائم على صدرك… وتفهم.
أن تكون أبًا لا يعني أن تكون قويًا طوال الوقت. بل أن تتعلّم التوازن بين التعب والفرح، بين الخطأ والمحاولة، وبين العطاء والاعتناء بنفسك.
ماذا الآن؟
ابدأ من حيث أنت. لا تنتظر أن تكون جاهزًا تمامًا، لأن لا أحد يكون كذلك. اقرأ، اسأل، جرب، واسمح لنفسك بأن تخطئ وتُصلح.
طفلك لا يحتاجك كاملاً، بل قريبًا.
وأنت، في قربك، تمنحه أكثر مما تتخيل.